انا وصديقي ......

موضوع: انا وصديقي ...... الأحد يوليو 25, 2010 8:42 am

كنت من المدعوين في بيت احد الاخوان وكان من المدعوين شخصيات كبار لهم مناصب مرموقة وبعضهم كبار في السن من اهل المنطقة وكان معي صاحبي وصديق عزيز على .

وما ان بدء الحضور بالجلوس تبادر الى ذهني تصرفات صديقي التي لطالما لم اجدها فيه بان عليه السكون والهدوء والطمائنينة الممزوجة بالحيرة والعلامات الاستفهام ومخلوطة بالتعجب .

لطالما وجت فيه ، مرح الشخصية ، فكاهي الكلمة ، نوع ما ودود اجتماعي ذو اخلاق رفيعة ... ولكن للاسف تبخر كل المفاهيم التي كونتها عنه في ذلك المجلس .

سالته لما انت قلق وليس من عدتك ان تجلس بدون حراك او كلام ...

قال بان المجلس به شخصيات فوق العادة وهم من كبار السن وكبار في الدولة ... فلا يجوز التمادي في حضرتهم وكاننا جالسين مع شلة من الشباب ... ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

فقلت له الحق معك ... ولكن لماذا لا تعمل بهذه الافعال عندما تكون في حضرة سيد المرسلين (ص) ، او في حضرة احد الائمة عليهم السلام ؟؟؟؟

بان عليه علامات الاستفهام ؟؟؟؟ وقال ماذا تقول ... ومتى كنت في حضرتهم ولم استحي من عمل ما يربك المجلس ؟؟؟

فقلت له ان حضورك للمجالس الحسينية في فرح او حزن ... فانك في حضرتهم اليس كذلك ؟؟

تنفس الصعدا وقال لقد اوقفت قلبي بما قلت حسبتك ان شي ثاني قد حصل وانا ليس لدي خبرا به ...

بعد المجلس مباشرة ذهبنا الى شاطى البحر وفتحنا موضوع آداب احترام المجالس بشتى انواعها ولا سيما المجالس التي تحضر فيها ساداتنا وموالينا وائمتنا عليهم السلام وان للمجلس آداب لو يعي بها الشخص لما تفوه بكلمة في غير محلها .

وهاذا ما لمسته في مجالسنا يكثر الهرج والمرج ويكثر السوالف التي ليس فيها طائل بل ليس فيها ما يستفاد منه .. فلا باس بالمستفاد والذي لايربك الحضور ...

فلو جلسنا في حضرة الشيخ او الوالي او القاضي لاصبحنا اناس ذو اخلاق رفيعة وربما لم ولن نستطيع ان تنفوه بكلمة في غير محلها او ما شابه الا بما يطلب منا ... اما في حضرة الرسول صل الله عليه واله وسلم وابناءة الطاهرين فلا بس بالضحك او الاستهزاء في ذلك المكان المقدس والبيت الذي نعتبرة مقامهم واليهم تتوافد الافئدة من كل حدب وصوب لنيل الاجر في الحضور الاستفادة قدر المستطاع وخاصة لما يكون المجلس على شرف احد الائمة صلوات الله عليهم اجميعين .

ولم يترك القران الكريم باب احترام الجلوس في حضرت الرسول الاكرم صل الله عليه واله وسلم وبما ان الائمة هم نفس الرسول يختصوف بالمنزلة ذاتها الا النبوة فان الاحترام باب من ابوب قبول الاجر والثواب ...

ناهيك عن الشخصيات التي ترى في نفسها العلو والسمو وهم في حقيقة الحال بطون جائعة وانفس مريضة وشخصيات غير متزنة تمشي تحت ضل الجدار كي لا تلسعها حرارة الشمس حرارة النور الذي يتدفق لينير هذا الكون .

للاسف كم من اناس حسبتهم ذو عقول راجحة ومدبرة وناصحة ومتعلمة وللكن للاسف تفاجئة بالصاعقة في مجالسهم لما كثر القيل والقال وكانهم لم يلتقوا من عشرات السنين ...

في حينه ان الاحترام والاخلاق تنبعث في مجالس ذوي العمائم والشخصيات العادية احترام لها ولمكانتها ( وضرب مكانت واحترام المجالس والائمة عرض الحائط ) وما تحز في النفس الشعارات ( يالثارات الحسين ) ( لبيك ياحسين ) وما لمثل هذه الشعارات التي تهز الكيان ولكن للاسف وجتدها جوفاء خرقاء (الطبل عالي والبطن خالي ) . السموحة ...

واوضح بأن حضور مجالس سيد الشهداء (عليه السلام ) يمثل إقامة لشعيرة من شعائر الدين الحنيف إذ لولا دمه الطاهر، لما بقي من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه وهي من مصاديق إحياء الأمر الذي دعا الإمام الصادق (عليه السلام ) لمن أحياه قائلا : ( رحم الله من أحيا أمرنا )

وليكن الهدف من الحضور الى المقامات الشريفة والمجالس المحفوفه بالملائكة هو استخلاص النقاط العلمية التي يمكن أن تغير مسيرة الفرد في الحياة وعليه فانظر إلى ما يقال ، ولا تنظر إلى من يقول وعلى المستمع أن يفترض نفسه أنه هو المعني بالخطاب الذي يتوجه للعموم ولا ينبغي نسيان هذه الحقيقة أن الله تعالى قد يجري معلومة ضرورية للفرد على لسان متكلم غير قاصد لما يقول ولكن الله تعالى يجعل في ذلك خطابا لمن يريد أن يوقظه من غفلة من الغفلات القاتلة .

فلا بد من استغل ساعة الدعاء بعد انتهاء المجلس فإنها من ساعات الاستجابة وحاول أن يكون لك جو من الدعاء الخاص ، وليس تكتفي بما دعا به في اخر المجلس ، فالملاحظ أن الدعاء بعد المجلس لا روح فيه بشكل عام ، أي بمعنى أن الناس لا ينظرون إلى هذه الفقرة نظرة جد و اعتناء وكأن الحديث مع الرب المتعال أمر هامشي ، لا يعطى له ما يستحقه من الألتفات .

في حينها دمعت عيني صديقي وبادرني بالقبل والاعتذار لما بدر منه من اختلاف في حقيقة الحضور بين يدي الرسول والائمة الاطهار عليهم السلام وهو في حضرتهم وبين ايديهم وفي مجالسهم ...

فقلت له لا تعتذر مني ولاكن اعتذر منهم عليهم السلام ، وباشر في احترام مجالسهم من اليوم وصاعداً وتأسف على ما فتك من ايام كنت اقرب اليهم ... ولكن الايام القادمة لربما تكون لك هداية ونصيحة لا بد من الاخذ بها ....

في نهاية المطاف اتمنى ان يضع كل شخص هذا الكلام نصب عينة عندما يكون في جالس الائمة وبيوتهم عليهم السلام ويتذكرني ويتذكر كلامي ... ومنكم السموحة والاعتذار

ممممم مشكور موالي

يسلمو إباء صحم على الرمرور